في دراسات جديدة حول مخاطر استخدام الهواتف الخلوية النقالة، حذر باحثون من أن الإشعاعات الصادرة عن هذه الأجهزة قد تؤذي خلايا الدم، وتسبب تلفها، الأمر الذي يدعم النظريات، التي تنبه من خطورة هذه الهواتف، وتحذر من دورها في الإصابات السرطانية وغيرها من المشكلات الصحية.
فقد وجد أطباء في السويد، بعد مراقبة تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية على خلايا الدم الحمراء، باستخدام النظريات الرياضية، أنها تؤثر على قوى التجاذب بين هذه الخلايا، وتزيد خطر انكماشها.
وأوضح الباحثون أن الموجات اللاسلكية قد تدمر الخلية إذا كانت ذات طاقة عالية، تكفي لتكسير الروابط الكيميائية فيها، أو حرق النسيج، ولكن الإشعاعات الصادرة عن الهواتف النقالة تكون ضعيفة جدا، ولا تكفي لإحداث ذلك، لذا تمت دراسة احتمال آخر لتأثيرها على خلايا الدم الحمراء، من خلال نموذج يمتلك خصائصها، ويساعد في تحديد قوى ارتباطها.
وفسّر العلماء ما يحدث بأن لجزيئات الماء قطبين أحدهما موجب والآخر سالب الشحنة، وهو ما يخلق نوعا من قوى التجاذب بين الخلايا، ولكنها تكون ضعيفة جدا، قد تصل إلى جزء من المليار من وحدة القوة نيوتن، وبالتالي تمت الاستعانة بنموذج رياضي مبسّط، يبحث في تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي، ضمن نطاق 850 ميغاهيرتز، وهو نفسه المستخدم في الهواتف النقالة، على خلايا الدم.
ووجد هؤلاء الباحثون أن جميع الجزيئات اصطفت، بحيث كانت أقطابها في نفس الاتجاه، وزادت القوى بين الخلايا بما يعادل 11 مرة عن قيمتها، وهو ما يفسر سبب تلف النسيج، لأن قوى التجاذب الكبيرة بين الخلايا تجعلها تتجمع على بعضها، أو تسبب انكماشها.
ونبه العلماء إلى أن هذه الاكتشافات ما تزال نظرية، ولا يوجد إثبات فعلي مؤكد على خطورة هذه الأجهزة على الصحة، بالرغم من الاقتراحات السابقة بأنها قد تسبب أورام الدماغ ومرض الزهايمر